مقال الكاتب عصام عبد العزيز فى جريده اليوم السابع
"بأكد إنى ماملكش من الأحلام
سوى الحاصل
وعارف إنى مهما أمشى
وتِطوَل سكتى
واصل
يجوز يغرق فى ليل ألمى
وأعوز أشرب دموع ندمى
لكن دايماً
ما بين حلمى وبين المستحيل
فاصل.."
هكذا تحدث عن نفسه، بل عن جيل بأكمله ولد مع الثورة وحلم معها
وانكسر معها، وقاوم مع ثورته آثار النكسة وأصر على الحلم
وتشبث به، فكان وظل عصام عبد الله فارس الأغنية المصرية وفقيدها،
رأيته فى معرض الكتاب قبل وفاته بعامين احتسينا معا كوباً واحداً من الشاى،
نظر إلى وقال ضاحكا، "مصر ولادة .. بس ساعات بتبقى بخيلة"،
(يابوى يا مصر أما الواحد بيحبك حب).
وبخلت عليه بأن يعرفه الناس كما يعرفون "المطرب العاطفى وكاب العقيد" كما قال العظيم أمل دنقل،
بخلت عليه مصر بالشهرة والتكريم والحفاوة التى يستحقها، وبخل عليه أصدقاؤه بحب كان ينتظره بشغف وليد بلقاء أمه، وبخلت عليه الدنيا سوى بالحزن والجنون.
"رقصة شهية هيا الحياة
دى العشقية والمعشقة
مرة فى مرة حلمك هواه
يملى الدنيا بالزقزقة
ويبقى الحلم صورة وصوت
لو بطلنا نحلم نموت"
تعامل دائما مع الحياة بهذا المنطق البسيط (لو بطلنا نحلم نموت) ملأ الدنيا بالعشق والحلم و"الزقزقة"، وأصر على أحلامه ليصنع لنفسه طعماً بين مئات من كتاب الأغانى، الجيد منهم مثل لؤلؤة فى بحر، نادر وعزيز.
فاستطاع أن يرسم اسمه مع مطربين صنعوا علامة وطعماً للأغنية المصرية، مثل أنغام ومحمد منير وعلى الحجار.
"حسبك شتيت العقل أشتات
وجنيتى نجوم السموات
وعديتى الحسن المسموح
لو جلتى وداع انقسم اتنين
فارس متمرد على القوانين
وكسير مسلم ما بيبوح"
لم تقل الوداع بل قالها هو، قالها على عجل، ليرحل فى مثل هذا الأسبوع وتحديداً يوم 21 مارس الموافق لعيد الأم عام 1996، تاركاً خلفه كنزاً من الكلمات والصور، ولكن أجمل ما تركه هو "مريم" ابنته وحلمه الأخير.
"بالظبط الشعر إلى بحبه
الطول واللون والحرية
ده ان هفهف على وشى فى لعبه
ها وصفلك إيه يغمى عليا"
بعض أعماله:
مع محمد منير: "ووه بابا"، "حتى .. حتى"، "لو بطلنا نحلم نموت"، "سحر المغنى"، "الطول واللون والحرية".
مع على الحجار: "فى قلب الليل"، "روحى فيك تروح".
مع أنغام: "وحدانية"، "من بعيد".
مع محمد الحلو: "يابوى يا مصر".
مع إيمان البحر درويش: "عرفتينى".
ولتسمع معى رائعته مع صوت على الحجار "قلب الليل":
"فى قلب الليل .. وعزف الصمت متهادى كموج النيل
فى قلب الليل .. وبرد الخوف بيتكتك سنان الخيل
وما فى حد فى الشارع .. سوى مهر اتربط جازع
فى شجرة صنت .. وأنا والصمت
وبرد الليل .. وخوف الليل
وصهل المهر لم أفهم .. أخوف منى أم أتعاجب
سألت المهر لم يفهم .. كلام منى ولا جاوب
وكان فى عينيه .. بريق منى .. كأنه كان بيسألنى
وقفت أنظر له ينظر لى .. وأنظر له وينظر لى
ولما صار كما خلى .. فتحنا أبواب حكاوينا
وتهنا فى أغانينا .. فى برد الليل
وخوف الليل .. وحزن الليل
وكان فى جيده قيد جارحه
وقيد فى جيدى ما لمحه
لكن حسه .. أكيد حسه
وفجأة لقينا أحلامنا .. وصهل الفجر فى عيوننا
مسكت قيوده فكيتها .. صهل بمعانى .. حسيتها
وصار يجرى .. وينسانى
وصار يجرى وينسانى .. وأنا بجرى فى طريق تاني
فى برد الليل
وخوف الليل
وحزن الليل
وبعد كتير…
فى ليل تانى
لقيته لوحده من تانى
فى جيده وإيده قيد تانى
صهل تانى..
ماردتش!
وباقى لوحدى أنا بامشي
فى برد الليل
وخوف الليل
وحزن الليل"
ومازال عصام عبد الله يمشى وحيداً فى برد الليل وخوف الليل وحزن الليل؟
حتى بعد رحيله.
"بأكد إنى ماملكش من الأحلام
سوى الحاصل
وعارف إنى مهما أمشى
وتِطوَل سكتى
واصل
يجوز يغرق فى ليل ألمى
وأعوز أشرب دموع ندمى
لكن دايماً
ما بين حلمى وبين المستحيل
فاصل.."
هكذا تحدث عن نفسه، بل عن جيل بأكمله ولد مع الثورة وحلم معها
وانكسر معها، وقاوم مع ثورته آثار النكسة وأصر على الحلم
وتشبث به، فكان وظل عصام عبد الله فارس الأغنية المصرية وفقيدها،
رأيته فى معرض الكتاب قبل وفاته بعامين احتسينا معا كوباً واحداً من الشاى،
نظر إلى وقال ضاحكا، "مصر ولادة .. بس ساعات بتبقى بخيلة"،
(يابوى يا مصر أما الواحد بيحبك حب).
وبخلت عليه بأن يعرفه الناس كما يعرفون "المطرب العاطفى وكاب العقيد" كما قال العظيم أمل دنقل،
بخلت عليه مصر بالشهرة والتكريم والحفاوة التى يستحقها، وبخل عليه أصدقاؤه بحب كان ينتظره بشغف وليد بلقاء أمه، وبخلت عليه الدنيا سوى بالحزن والجنون.
"رقصة شهية هيا الحياة
دى العشقية والمعشقة
مرة فى مرة حلمك هواه
يملى الدنيا بالزقزقة
ويبقى الحلم صورة وصوت
لو بطلنا نحلم نموت"
تعامل دائما مع الحياة بهذا المنطق البسيط (لو بطلنا نحلم نموت) ملأ الدنيا بالعشق والحلم و"الزقزقة"، وأصر على أحلامه ليصنع لنفسه طعماً بين مئات من كتاب الأغانى، الجيد منهم مثل لؤلؤة فى بحر، نادر وعزيز.
فاستطاع أن يرسم اسمه مع مطربين صنعوا علامة وطعماً للأغنية المصرية، مثل أنغام ومحمد منير وعلى الحجار.
"حسبك شتيت العقل أشتات
وجنيتى نجوم السموات
وعديتى الحسن المسموح
لو جلتى وداع انقسم اتنين
فارس متمرد على القوانين
وكسير مسلم ما بيبوح"
لم تقل الوداع بل قالها هو، قالها على عجل، ليرحل فى مثل هذا الأسبوع وتحديداً يوم 21 مارس الموافق لعيد الأم عام 1996، تاركاً خلفه كنزاً من الكلمات والصور، ولكن أجمل ما تركه هو "مريم" ابنته وحلمه الأخير.
"بالظبط الشعر إلى بحبه
الطول واللون والحرية
ده ان هفهف على وشى فى لعبه
ها وصفلك إيه يغمى عليا"
بعض أعماله:
مع محمد منير: "ووه بابا"، "حتى .. حتى"، "لو بطلنا نحلم نموت"، "سحر المغنى"، "الطول واللون والحرية".
مع على الحجار: "فى قلب الليل"، "روحى فيك تروح".
مع أنغام: "وحدانية"، "من بعيد".
مع محمد الحلو: "يابوى يا مصر".
مع إيمان البحر درويش: "عرفتينى".
ولتسمع معى رائعته مع صوت على الحجار "قلب الليل":
"فى قلب الليل .. وعزف الصمت متهادى كموج النيل
فى قلب الليل .. وبرد الخوف بيتكتك سنان الخيل
وما فى حد فى الشارع .. سوى مهر اتربط جازع
فى شجرة صنت .. وأنا والصمت
وبرد الليل .. وخوف الليل
وصهل المهر لم أفهم .. أخوف منى أم أتعاجب
سألت المهر لم يفهم .. كلام منى ولا جاوب
وكان فى عينيه .. بريق منى .. كأنه كان بيسألنى
وقفت أنظر له ينظر لى .. وأنظر له وينظر لى
ولما صار كما خلى .. فتحنا أبواب حكاوينا
وتهنا فى أغانينا .. فى برد الليل
وخوف الليل .. وحزن الليل
وكان فى جيده قيد جارحه
وقيد فى جيدى ما لمحه
لكن حسه .. أكيد حسه
وفجأة لقينا أحلامنا .. وصهل الفجر فى عيوننا
مسكت قيوده فكيتها .. صهل بمعانى .. حسيتها
وصار يجرى .. وينسانى
وصار يجرى وينسانى .. وأنا بجرى فى طريق تاني
فى برد الليل
وخوف الليل
وحزن الليل
وبعد كتير…
فى ليل تانى
لقيته لوحده من تانى
فى جيده وإيده قيد تانى
صهل تانى..
ماردتش!
وباقى لوحدى أنا بامشي
فى برد الليل
وخوف الليل
وحزن الليل"
ومازال عصام عبد الله يمشى وحيداً فى برد الليل وخوف الليل وحزن الليل؟
حتى بعد رحيله.
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق